الفحص الطبي قبل الزواج

الفحص الطبي قبل الزواج.. ضرورة صحية ودينية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

2009/04/15
عمان - سرى الضمور - يلزم القانون المقبلين على الزواج بإجراء
الفحص الطبي لتفادي الأمراض الوراثية التي قد تعترض هذه الأسرة مستقبلا ،
خصوصا وان الأسرة عماد المجتمع وتكوينها وبناؤها على أساس صحيح ومتين حضت
عليه جميع الأديان السماوية واعتبرت سلامة الأسرة وصحتها من اولويات
الحياة الطبيعة لها.
ورغم أهمية هذا الفحص وتأييد أغلبية المواطنين وتحديدا المقبلين على الزواج
له إلا أن بعض الآراء تظهر أحيانا محذرة من نتيجة الفحص على مستقبل
العرسان.
ففيما تركز ندى قنبز على ضرورة إجراء الفحص ترى سلمى الاغا أن تطبيق الأمر
في غاية الصعوبة خاصة أن النتائج إذا لم تكن ايجابية ستؤثر سلبا على نفسية
الخاطبين ، وتضيف : "ما ذنبهما إذا لم تكن النتائج ايجابية خصوصا وإننا
نحن في عصر التكنولوجيا وبالامكان معالجتها بالوسائل العلمية والمخبرية
الحديثة" .
لكن ندى قنبز لا تحفل بهذا الرأي وتذهب إلى تأكيد ضرورة إجراء جميع الفحوص
الطبية قبل الزواج والتي تشمل الأمراض الوراثية كافة والأمراض المعدية
والسارية والتأكد من قدرة الخاطبين على الإنجاب ، لذا لابد من العمل على
توعية الخاطبين بمخاطر هذه الأمراض مستقبلا لما تهدد حياتهم ومستقبل
أبنائهم .
وهذا ما تذهب إليه خديجة أم خالد التي تصر على ضرورة اجراء جميع الفحوصات
اللازمة لا سيما تلك التي تكشف الإدمان مشيرة إلى تجربتها الشخصية مع زوجها
الذي تبين لها وبعد سنة من زواجهما وحملها بالطفل الأول أنه يتعاطى
الكحول منذ أعوام ولم تظهر عليه علامات هذه المأساة . وتقول: "رغم علم
أهله وأقاربه إلا أنهم اخفوا هذه المشكلة عني لاعتقادهم أنها ستنتهي
بزواجه . لكن في الواقع تضاعفت مع وجود أطفال يحملون المعاناة معي لذا أصر
على كل من تتقدم بالزواج أن تراعي أهمية الفحص لكشف الحقيقة مسبقا" .
كذلك تؤيد فريال القاضي القانون الساري للفحص الطبي ما قبل الزواج لضرورته
لان "إنجاب أطفال حاملين للمرض أو معاقين يسبب لهم حياة تعيسة ومؤلمة" كما
تقول.
وهذا ما وقعت فيه مديحة القضاة التي روت قصتها مؤكدة أنها كانت ضحية الجهل
والإهمال الذي نتج عنه ولادة أبناء معاقين سمعيا. إذ تبين أن هنالك خللا
بالكرموسومات يؤدي إلى ولادة أطفال غير أصحاء وأمراض وراثية ناتجة عن
اضطرابات جينية كان يمكن تلافيها لو تم الفحص الطبي قبل الزواج.
العلم يدعو
للكشف المسبق
من جهته يؤكد اختصاصي النسائية والتوليد الدكتور جهاد سمور ان الأسرة ان
صح تكوينها صح بناء المجتمع مشيرا الى ان جميع الأديان السماوية اهتمت
بسلامة الأسرة وتكوينها . كما ان ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء فصلت ووضحت
كل شيء يتعلق بالزواج وتنظيم العلاقة بين الزوجين والعناية بالنفس وتربية
النشء تربية صحيحة . لذلك لتقدم الطب والتقنيات الحديثة أصبح من الضروري
القيام بهذا الاختبار الثمين . وبين سمور ان الفحص الطبي الذي يجري
للعروسين يجنبهم ويجنب المجتمع أمراضا وراثية هم في غنى عنها خصوصا وان
الأمراض الوراثية كثيرة جدا ويصعب الكشف عنها كلها، كما أن الكثير من هذه
الأمراض يصعب الكشف عنها نظرا لعدم وجود تحليل لها أو اكتشاف الشخص الحامل
الخلل في الجينات والكثير من الجينات وان سلامه التحاليل لا تعني أن
الشخص خال تماما من الأمراض الوراثية، فلذلك فان التاريخ المرضي لكل عائلة
هي التي تنبه الطبيب عن وجود مرض ما ، وإذا عرف هذا المرض فان على الطبيب
التحقق من احتمالية انتقالية لهذه الأسرة الجديدة
وأضاف د .سمور أن من أهم التحاليل المخبرية الدموية التي تكشف الأمراض
الوراثية في الأردن التلاسيميا وفقر الدم المنجلي، ولفت النظر في حالة وجود
مشاكل وراثية أو تشوهات لدى عائلة أحد الزوجين فإن إجراءات أخرى تصبح
ضرورية رغم أنها أغلى ثمناً لكنها قد تحدد إمكانية حصول الزوجين على طفل
مريض مصاب بأمراض دائمة لا يمكن الشفاء منها.
وفضل إجراء العروسين عدداً من الفحوصات اهمها" صورة دم لتشخيص أمراض فقر
الدم مع تحديد نوع الهيموجلوبين في بعض الحالات للتعرف على فقر الدم
ألمنجلي أو التلاسيميا و فقر دم البحر المتوسط وأنيميا الفول والكشف عن بعض
الأمراض المعدية والسارية وضرورة التعرف على كمية الأجسام المضادة للحصبة
الألمانية مع إعطاء التطعيم قبل الحمل في حالة عدم وجود مناعة، إضافة إلى
إجراء اختبارات اختيارية مثل الفحص لمرض السل والأمراض التي تنتقل
بالوراثة المتنحية و التي يلعب زواج الأقارب دورا كبيرا في زيادة أعدادها.

وأوضح سمور ان الدراسات بينت أن هنالك إمكانية إصابة طفل واحد من كل 25
طفلاً بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال
الخمس وعشرين سنة من عمره ويتوقع أن يصاب طفل واحد لكل 33حالة ولادة لطفل
حي بعيب خلقي شديد؛ كما يصاب نفس العدد بمشكلات تأخر في المهارات وتأخر
عقلي؛ وتسعة من هؤلاء المصابين بهذه الأمراض يتوفون مبكرا أو يحتاجون إلى
البقاء في المستشفيات لمدة طويلة أو بشكل متكرر.
الشرع يؤكد
وجوب الفحص
من جهته بين الدكتور في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية عبد المجيد
الصلاحين مقاصد الشريعة الإسلامية المتمثل في الحفاظ على النفس والصحة
العامة فأي شئ يحافظ عليهما يعتبر واجبا وهنالك قاعدة فقهيه تقول "ما لايتم
الواجب إلا به فهو واجب" وبناء علية فان الفحص الطبي ما قبل الزواج يعتبر
واجبا من الناحية الشرعية للحفاظ على أسرة سليمة وأبناء أصحاء يحقق مطلب
الشارع والحكم في إقامة مجتمع سوي صحي خال من الأمراض إضافة إلى ذلك فان
الفحص ما قبل الزواج استمرار لصحة الأسرة من الناحية النفسية ويبعد أبناءها
من معاناتهم من الأمراض الوراثية، فضلا عما يتكبده المجتمع من تكاليف
مالية كبيرة نتيجة لعلاج هؤلاء الأبناء الذين يصعب علاجهم ، خصوصا وإننا
نعلم أن المحافظة على المال من المقاصد الشرعية الضرورية . وكل هذا يؤكد
على أهمية الفحص الطبي ما قبل الزواج وضرورته وانه واجب شرعي

بارك الله فيك